«القطريون» يتزوجون من فتيات الأحساء

بدون فخر الحمدلله الحساويات قايم سوقهم من زمان وهاذا من طيبهم وعفتهم واخلاقهم

رأى قطريون في محافظة الأحساء، ما لم يره سعوديون، عندما أيقنوا أن هذه المحافظة، بها فتيات سعوديات، على قدر كبير من الأخلاق الحسنة، والسمعة الطيبة، يصلحن أن يكن زوجات المستقبل، دون أن يكون وراء ذلك، كلفة مادية كبيرة، في دفع المهور، أو بقية تكاليف الزواج. زواج القطريين من فتيات الأحساء، بات ظاهرة منتشرة في ربوع المحافظة الهادئة، ساعد على ذلك صلات قرابة، تربط قطريين بأسر أحسائية عدة، رحبت بمن يطرق أبوابها، طالباً الحلال. الأسر السعودية، أكدت أن القطريين الذين يحرصون على الزواج من الأحسائيات، غالباً ما يهربون من غلاء تكاليف الزواج في بلادهم، بالزواج من الأحساء، وإقامة العرس فيها.
ومن المعروف أن الحصول على زوج، بات يشكل هاجسا وصداعا مزمنا، تعاني منه الفتاة السعودية، في ظل عزوف الشباب عن الزواج المبكر، وللعزوف عن الزواج، أسبابه، التي منها البطالة وانخفاض مستوى الدخل، وارتفاع المهور، ما يجعل الشاب غير قادر على تحمل أعباء مصاريف بيت الزوجية، ووسط هذه الظروف، وجدت الفتاة الأحسائية بصيص أمل، في العثور على زوج المستقبل، في القادمين من خارج البلاد، إذ يقبل عدد غير قليل من القطريين على الزواج من فتيات الأحساء، لاعتبارات عدة، منها قرب قطر عن الأحساء، وتشابه العادات والتقاليد بين الطرفين.
شروط الخاطب
وتقول الخاطبة "أم عادل": إن لديها طلبات عدة من مواطنين قطريين يرغبون في الارتباط بفتيات من الأحساء، نظراً لقلة مهورهن، وأيضا للقرب الجغرافي والاجتماعي بين الأحسائيين والقطريين", مضيفة بأنها "تعرضت لمواقف محرجة مع بعض أهالي الفتيات، حين يتقدم الخاطب القطري للفتاة، طالباً النظرة الشرعية إلى المخطوبة، ولا يعجب بها", مشيرة إلى أن "توافر صفة الجمال في المخطوبة هي من شروط الخاطب القطري بالدرجة الأولى".
زوجة ثانية
وتقول « ر، ع» إنها وافقت بأن تكون زوجة ثانية لقطري، وعندما ذهبت للعيش معه في منزل أهله في قطر، تفاجأت بمضايقة أم الزوج لها بإسماعها عبارات جارحة وبدون أي سبب, مضيفة: "طلبت العودة لبيت أهلي في الأحساء لحين تخصيص مسكن خاص بي".
ويذكر هاني السبت، صاحب إحدى صالات الأفراح أن "بعض القطريين يحرصون على إقامة حفلات زواجهم في صالات للأفراح بالأحساء، سواء كان زواجهم من فتيات من الأحساء أو فتيات من قطر، وذلك لقلة التكلفة", مشيراً إلى أن "إقامة حفل الزواج في دولة قطر، يتجاوز 100 ألف ريال، بينما لا تتجاوز التكلفة في الأحساء 30 ألف ريال", موضحاً أنه عادة ما تكون زيجات القطريين في ارتباطهم بفتيات أحسائيات جميلات كما يظهر شروطهم".
خيبة أمل
وتروي "ل , ت" قصتها في الزواج من قطري، قائلة: "تزوجت من قطري، وكنت أتوقع بأن أنعم بحياة جمياة، عنوانها الرفاهية، بعدما أخبرني زوجي بأننا سنعيش في فيلا فاخرة، ولكن لم يكن يقصد سوى العيش في غرفة في منزل أهله". وأضافت أصبحت زياراتي لأهلي في الأحساء معدودة، بمعدل مرة كل سنتين، بالرغم من قرب المسافة بين الأحساء من ناحية، وقطر من ناحية أخرى".
الحب والسعادة
وتقول "أم عثمان": إنها متزوجة من قطري وأنها تنعم بحياة مليئة بالحب والسعادة, مضيفة بأنها عاشت في قطر أربع سنوات، ولم تحس بفرق من الناحية الاجتماعية بين البلدين"، مؤكدة أن حياتها تتميز باستقرار جميل من جميع النواحي. وذكرت أن الزوج القطري يتمتع بمواصفات جيدة، ويتمتع بالرقة والحنان وتحمل المسؤولية، ورعاية بيته وأسرته".
أسباب كثيرة
وذكرت الأخصائية الاجتماعية نورة الدليمي أن "هناك أسباباً كثيرة، للجوء الفتاة للخاطبة، منها رغبتها في الحصول على تصنيف اجتماعي آخر، غير تصنيفها هي، أو الخروج إلى طبقة أخرى، تفوقها من الناحية الاقتصادية، أو قد يكون السبب أيضا تقدم الفتاة بالعمر، وقلة فرص الزواج لديها"، مضيفة "الخاطبة تسعى لتوفير مواصفات الزوج الذي تطلبه الفتاة، التي تنظر إليها على أنها المنقذ لها من براثن العنوسة"، مشيرة إلى أن "هذا ليس قصورا في الفتاة، ولكن يرجع إلى موجة التغير الاجتماعي الذي طرأ على مجتمعنا، وتغير بعض العادات، خاصة الترابط الاجتماعي وتفكك أواصر القرابة، وعدم حضور الفتاة للمناسبات الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى عدم ظهور الفتاة، والإعلان عن نفسها، كفتاة في مقتبل العمر، وفي سن الزواج، فأدى ذلك إلى عدم معرفتها عند بقية الأسر، التي لديها شبان في سن الزواج"، موضحة أن "هذه الأمور من أهم الأسباب الجوهرية لبروز دور الخاطبة في المجتمع، فهي قد لا تبحث عن فتيات، بل تتلقى طلباتهن، وبالتالي تسعى للبحث لهن عن خطاب".
وأضافت الدليمي أن "زواج الفتاة السعودية من غير السعودي، وخاصة الخليجيين، نابع من تقارب دول الخليج وتشابه العادات والتقاليد، وتقارب الحدود بين الدول الخليجية، وكذلك تقارب الشعوب الخليجية، فكلنا مجتمعات قبلية، بيننا أواصر القرابة والعادات والتقاليد"، مشيرة إلى أن "للخاطبة دوراً بارزاً في إكمال العديد من حالات الزواج بين الخيلجيين".